Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
السيد الرئيس
نشكركم على عقد هذه الجلسة والشكر موصول كذلك لكل من الممثل الخاص للأمين العام في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق السيد يان كوبيش، ورئيسة منظمة تمكين المرأة في العراق السيدة/ سوزان عارف معروف، والمندوب المراقب لبعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لدى الامم المتحدة الدكتور فيبليب سبويري على احاطاتهم القيمة
منذ ايام قليلة مرت الذكرى الثامنة والعشرون لغزو العراق لدولة الكويت واحتلالها وهي ذكرى اليمة وحزينة وقاسية، ومنذ ذلك التاريخ انشغل مجلس الامن في معالجة الاثار وتداعيات هذ الغزو لسنوات عديدة وأصدر المجلس العشرات من القرارات وتم بالفعل الوفاء بالكثير من الالتزامات ولكن من المسائل الهامة المتبقية مسألة الاسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الثالثة وهي من المسائل الانسانية التي نصت عليها العديد من قرارات مجلس الامن وأهمها قرار وقف اطلاق النار 687 و1284 والقرار 2107 وتبقى تلك المسألة كالجرح المفتوح فمعاناة اهالي المفقودين مازالت مستمرة حيث تم الكشف عن مصير 236 من اصل 605، إلا انه منذ عام 2004 لم يتم مع الاسف التعرف على مصير اي اسير او مفقود ولم يتم تحقيق تقدم في هذا الشأن
نثمن ونقدر جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تترأس اجتماعات اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية الفرعية المنبثقة عنها، كما نعبر عن امتنانا وتقديرنا لتعاون الحكومة العراقية ممثلةً بوزارة الدفاع التي تبذل جهود كبيرة في هذا المجال ونأمل باستمرار هذه الجهود ومضاعفتها لإغلاق هذا الملف الانساني وإنهاء معاناة اهالي المفقودين، والكويت من جانبها لم تدخر اي جهد بدعم هذه المساعي والجهود
ونحث بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق على متابعة ومواصلة تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بمسألة الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات بما فيها المحفوظات الوطنية وفقاً للقرار 2107 وفي هذا السياق ندعم جهود الممثل الخاص لتنفيذ ولايته والمهام المكلفة بها البعثة فيما يتعلق بتقديم المشورة والمساعدة للحكومة العراقية ودعم العملية السياسية وإعادة البناء والاعمار
ندرك حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق وحاجته لدعم ومساندة المجتمع الدولي لضمان امنه واستقراره السياسي والاقتصادي، ونشيد في هذا السياق فيما تم انجازه من قبل الحكومة العراقية وتمكنها بنجاح من تحرير واستعادة للأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش وتنظيم الانتخابات البرلمانية مؤخراً ونأمل ان تنجح المشاورات الجارية الان بين مختلف القوى السياسية في تشكيل حكومة وفاق وطني تضم جميع مكونات الشعب العراقي
والكويت كدولة جارة حريصة كل الحرص على دعم ومساندة العراق الجديد وتعزيز العلاقات وترسيخها في مختلف المجالات لتجاوز الاثار الكارثية لمغامرات النظام السابق في العراق التي زعزعت الامن والاستقرار في المنطقة ولم تدخر الكويت من جانبها اي جهد لمساعدة العراق في مواجهة التحديات والمخاطر الأمنية حيث قدمت الكويت دعم لوجستي للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش وساهمة بتخفيف المعاناة الانسانية النازحين العراقيين وقامت بالتعاون مع العراق والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي باستضافة مؤتمر دولي في شهر فبراير الماضي لإعادة اعمار العراق وإعادة بناء المناطق المحررة من داعش
وأخذنا على عاتقنا مؤخراً وبشكلٍ طوعي تقديم مساعداتٍ عاجلة لتحسين مستوى الخدمات الاساسية في بعض المحافظات الجنوبية التي شهدت مظاهرات واحتجاجات مؤخراً. تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، ولدينا الثقة بأن يتجاوز العراق تلك الظروف الاستثنائية وان تعود الاوضاع الى طبيعتها، متمنين في الوقت نفسه للشعب العراقي دوام الاستقرار والرخاء
وقبل ان اختم مداخلتي اود ان اجدد شكرنا وتقديرنا للسيد يان كوبيش على اداءه لمهامه بمهنية عالية رغم صعوبة مهامه والتحديات الكبيرة التي واجهته خلال السنوات الثلاث الماضية