Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
شكراً السيد الرئيس
أود بداية أن أتقدم بجزيل الشكر لبلدكم الصديق بولندا ولكوت ديفوار وفرنسا والسويد على عقد هذا الاجتماع لمناقشة هذا الموضوع الهام، كما أتقدم بالشكر للسيدة/ غامبا والمندوبين الدائمين لكل من تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان على مشاركتنا خبراتهم الوطنية القيّمة. كما أتقدم بالشكر لكل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة وإدارة عمليات حفظ السلام على مداخلاتهم اليوم، إضافة إلى منظمة قائمة المراقبة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح
لا شك بأننا نؤمن جميعاً في حق كل طفل أن يعيش حياة آمنة وكريمة حتى في مناطق النزاع، ويتمحور نقاشنا اليوم حول أفضل الممارسات المتبعة لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال من خلال خطط العمل المشتركة، بناء على تجربة عدد من الدول الأفريقية
إن ما استمعنا إليه اليوم من الدول التي شاركتنا تجاربها ونجاحاتها لإنهاء ومنع الانتهاكات لحقوق الطفل تؤكد بأن خطط العمل المشتركة مع مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح هي من أفضل الأدوات التي أقرها مجلس الأمن لتحسين حماية الأطفال في مناطق النزاع
ومن الواضح إن خطط العمل الأكثر نجاحاً تمتاز بأهداف محددة وفق جدول زمني، منها أهداف قصيرة المدى، مثل إجراء التعديلات على قواعد الاشتباك والتشريعات الوطنية ووضع آليات خاصة بالتعامل مع الأطفال المجندين ولم شملهم مع ذويهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وتكملها الأهداف طويلة المدى مثل وضع نظم لتسجيل جميع المواليد، وخضوع قوات الشرطة والقوات المسلحة لتدريب خاص بحماية الأطفال بشكل مستمر
كما إن خطط العمل تهيأ الظروف لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وفرق عمل الأمم المتحدة القطرية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ما يسهم في حماية الأطفال وحقوقهم بشكل مستمر ومستدام حتى ما بعد إنهاء النزاع
وبحكم تجارب الدول التي نجحت في أنهاء الانتهاكات ضد الأطفال والدول التي في صدد تحقيق ذلك، فمن الواضح أن أحد أهم العناصر لإنجاح خطة العمل هي الرغبة السياسية الجادة لتنفيذها بشكل مؤسسي يحقق الملكية الوطنية لبنودها
ونرى مثل هذه الرغبة السياسية والملكية في حماية الأطفال من قبل التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، حيث أنشأت قوات التحالف وحدة لحماية الأطفال في مقرها الرئيسي، إلى جانب عدد من التدابير والإجراءات من شأنها تعزيز حماية الأطفال مثل وضع آلية رصد وتبليغ عن الانتهاكات ضد الأطفال لاتخاذ ما يلزم بشأنها ووضع آلية خاصة للتعامل مع الأطفال المجندين على أساس أنهم ضحايا ولم شملهم مع أسرهم، ونتطلع إلى الإزالة المستحقة لاسم التحالف من القائمة المرفقة بتقرير الأمين العام في تقرير هذا العام
كما أنه من الضروري الأدراك إن الغاية النهائية في تنفيذ خطة العمل ووفق جدولها الزمني ليس إنهاء الانتهاكات القائمة بل إن خطة العمل هي أداة لتحقيق حماية كافة الأطفال من جميع الانتهاكات بشكل مستدام، ما يستوجب إشراك الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية والمدنية لتطوير الإجراءات والآليات المنشأة لحماية الأطفال بموجب خطط العمل لتصبح جزء من الممارسات المؤسسية الوطنية، كما هو الحال في كوت ديفوار وتشاد حيث نرى بأن استدامة الإجراءات المتعلقة بحماية الأطفال قد نجحت في منع الانتهاكات قبل حدوثها
وهنا لا يفوتنا ان نشيد بجهود جمهورية السودان والتطور الملموس التي حققته في حماية الأطفال، متطلعين إلى إزالة اسم السودان من القائمة المرفقة بتقرير الأمين العام
ندعم كذلك التدابير المتخذة من قبل الحكومة اليمنية الشرعية لإنهاء تجنيد واستخدام الأطفال في القوات الوطنية، وندعم مطلبهم بإزالة اسم اليمن من القائمة المرفقة بتقرير الأمين العام والخاصة بالأطراف التي تقوم بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في حالات النزاع الفئة (أ)، "الأطراف المدرجة في القائمة التي لم تتخذ تدابير لتحسين حماية الأطفال خلال الفترة المشمولة بالتقرير"
كما إن للحكومات الوطنية دور محوري في إنجاح خطط العمل الموقعة مع الجماعات المسلحة على أراضيها، فعندما تسمح دولة ما للأمم المتحدة بأن تنخرط في الحوار والعمل مع إحدى الجماعات المسلحة، ترسل تلك الحكومات رسالة واضحة بأنها تضع حماية الأطفال على رأس هرم أولوياتها باعتبارها مسألة إنسانية حرجة بغض النظر عن الاعتبارات السياسية، ونثمن عالياً هذا الموقف المبدئي
ختاماً السيد الرئيس، نتطلع إلى استمرار الدعم للدول الأعضاء في التعاون مع مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح لبناء القدرات الوطنية لإنهاء ومنع كافة الانتهاكات ضد الأطفال بشكل مستدام وضمان تمتع الأطفال بحقهم في الطفولة الآمنة بين أسرهم بعيدة عن العنف والنزاع