شكراً السيدة الرئيس
بداية، أود أن أتقدم بالشكر إلى ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح السيدة إيزومي ناكاميتسو على إحاطتها اليوم، ونجدد ترحيبنا بتدمير آخر مرفقين كيميائيين في سوريا، ليصبح إجمالي المرافق الذي تم تدميرها 27 مرفق، الأمر الذي يُشكل خطوة هامة نحو التنفيذ الكامل للقرار 2118 ونرحب بما أشارت إليه عن توقيع المذكرة الثلاثية التي تتيح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومسؤوليها العمل في سوريا
ورغم هذا التقدم في الملف، إلا أن مازال هناك تفاوت في تفاصيل البرنامج الكيميائي الذي أعلنت عنه الحكومة السورية، ونأمل أن تُساهم الإجابات التي زودتها الحكومة السورية رداً على إستفسارات المدير العام لمنظمة حظر أسلحة الكيميائية في تذليل أي تفاوت في المعلومات حول البرنامج الكيميائي السوري، ونحث السلطات السورية على التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
السيدة الرئيس
إن مجلس الأمن عاجز عن الاضطلاع بمسؤولياته في الملف الكيميائي السوري، نظرا لافتقاده لآلية تُحدد الأطراف المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا خلفاً لآلية التحقيق المشتركة، وذلك نتيجة للانقسامات في مواقف أعضاء المجلس حيالها. وأمام هذا الواقع، إتجه عدد كبير من الدول الأعضاء – بما فيها دولة الكويت – إلى محفل دولي آخر وهو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لسد هذا الفراغ. وقد عقدت دورة استثنائية في لاهاي تَقرر فيها أن يكون للمنظمة ولاية تحديد الأطراف المسؤولة عن جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية، ونحن نتطلع من المنظمة أن تقوم بالترتيبات اللازمة للقيام بهذه المسؤولية. ونعرب هنا عن دعمنا لبعثة فريق تقصي الحقائق في مهامها ونشيد بأداء البعثة ومهنيتها ونؤكد على ضرورة التعاون معها وتوفير الحماية اللازمة للقيام بمهمتها في بيئة آمنة، ونتطلع في المستقبل القريب لنتائجها النهائية، بما في ذلك التحقيقات المتعلقة بحادثة دوما في أبريل الماضي. وفي هذا الصدد، أجدد موقف دولة الكويت المبدئي والثابت في إدانة أي استخدام للأسلحة الكيميائية في أي مكان وفي أي زمان ومن قبل أي طرف كان، بإعتبار ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، مع التأكيد على وجوب مساءلة المسؤولين عن مثل تلك الاستخدامات سواءً كانوا أشخاصاً أو كيانات أو جماعات من غير الدول أو حكومات
السيدة الرئيس
إن اجتماعنا اليوم يأتي في وقت في غاية الدقة، فهو يتزامن مع ورود التقارير وتزايد المؤشرات حول تصعيد عسكري وشيك في محافظة إدلب التي يسكنها ما يقارب
الــ 3 مليون شخص، نصفهم من النازحين داخلياً. وان ما يقلقنا إزاء ذلك هو احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى في سوريا وتكرار جريمة خان شيخون ومناطق اخري، ولكن هذه المرة في إدلب. لذا نُشدد كما شدد الأمين العام على أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أمر غير مقبول على الإطلاق، فلقد عانى الشعب السوري على مدار ثمان سنوات أبشع صور الانتهاكات الانسانية، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضده. لذلك لا بد أن نعمل بشكل موحد ونتجاوز الخلافات والانقسامات في المواقف لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية ولحل الوضع في إدلب سلمياً وفي سوريا بشكل عام لحقن دماء الشعب السوري الشقيق
ختاماً السيدة الرئيسة، نتمنى أن يسفر عن قمة ضامني استانا يوم غداً ما يحول دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إلتزاماً بقرارات مجلس الأمن والقانون الإنساني الدولي
وشكراً السيدة الرئيس
Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations