السيد الرئيس
أتشرف بإلقاء هذه الكلمة بإسم منظمة التعاون الإسلامي بصفة دولة الكويت رئيساً للدورة الحالية للمجلس الوزاري للمنظمة، ويطيب لي في بداية الكلمة أن أتقدّم لكم بالتهنئة على الرئاسة الناجحة والمتميّزة لأعمال مجلس الأمن طوال هذا الشهر، وعلى الورقة المفاهيمية المعدّة حول موضوع النقاش لهذه الجلسة الهامة، ومن خلالكم نشكر وفد نيجيريا، الدولة العضو في منظمة التعاون الإسلامي على رئاستها والجهود المبذولة في إدارة أعمال المجلس الشهر الماضي
السيد الرئيس
إن تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتصدّي لخطر الإرهاب في المنطقة هو ما يشغل منظمة التعاون الإسلامي وأعضائها، فهذه المسائل على سلم أولويات اجتماعات المنظمة وعقدت من أجلها الكثير من الاجتماعات واتخذت العديد من القرارات والمبادرات في الدورات العادية والطارئة، وتبذل المنظمة جهودها ومساعيها لدعم جهود الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة في إيجاد حلول للنزاعات المنتشرة في المنطقة والتي تهدّد السلم والأمن الدوليين
فالظروف التي تمر بها المنطقة هي ظروف استثنائية وصعبة وهناك مخاطر وتحدّيات أمنية وسياسية هائلة غير مسبوقة. فأعمال العنف والاضطرابات التي اندلعت في أكثر من دولة في المنطقة في السنوات القليلة الماضية وما زالت مستمرة ومشتعلة، وتسبّبت بحدوث فوضى عارمة وعدم استقرار وأفرزت تداعيات خطيرة، الجميع يعاني من تبعاتها وآثارها، فكثير من دول المنطقة ونتيجة لعدم الاستقرار واستمرار دوامة العنف والاقتتال شهدت تراجعاً حاداً في معدلات التنمية وتأخراً ملحوظاً في مستويات مختلفة من النمو الاقتصادي والاجتماعي مما أدّى الى تفاقم المعاناة الإنسانية لشعوب الدول المتضرّرة، فهناك حالياً الملايين من الناس ما بين نازح ولاجئ ومهاجر، ويواجه المجتمع الدولي ولأول مرة أزمات إنسانية بهذا الحجم، حيث وصل عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في العالم أكثر من 60 مليون شخص، أغلبهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
السيد الرئيس
لقد هيأت هذه الظروف المأساوية التي تشهدها المنطقة الأرضية الخصبة التي استغلتها الجماعات الإرهابية والمتطرفة لنشر أفكارها الشاذة والهدامة واتخذت من بعض المناطق التي خضعت لسيطرتها ونفوذها قاعدة تنطلق منها لممارسة أبشع الجرائم من قتل وتشريد وترويع الآمنين وانتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان
أن تبرير بعض هذه الجماعات الإرهابية أعمالها الإجرامية المشينة والمتطرفة، بأنها مستوحاة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وهي بعيدة كل البعد عن المبادئ والمفاهيم الأساسية للشريعة الإسلامية السمحاء ويعد مخالفة لجميع قيم ومبادئ وأركان ديننا الإسلامي الحنيف، فالدين الإسلامي هو دين محبة وسلام يدعو للتسامح والتكافل والاعتدال ونبذ التعصب والتطرف. لذا، فإن الدول الإسلامية جميعها تدين الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأيّا كانت مبرّراته ودوافعه وفي أي مكان ترتكب فيه هذه الأعمال الإرهابية، وترفض كذلك ربط الجرائم التي ترتكب من قبل هذه الجماعات بالدين الإسلامي، فالإرهاب لا دين له ولا يرتبط ببلد أو جنس أو ثقافة ومحاربته لا تكون بالمواجهة أو الصراع مع دين عظيم كالدين الإسلامي وتغذية مشاعر الكراهية والتحريض ضده والترويج لمفاهيم خاطئة، ساهمت في تعاظم ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في الدول الغربية ويعاني منها الملايين من الجاليات الإسلامية
وفي إطار مكافحة الإرهاب والتطرف، قامت منظمة التعاون الإسلامي ببناء شراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية والمراكز الحكومية ذات الصلة، وعقدت اجتماعات عديدة واتخذت مبادرات بهدف إبراز قيم الاعتدال والوسطية والعدل والمساواة وإيلاء الاهتمام اللازم لدراسة ظاهرة الإرهاب والتطرف، ووضع الخطط العملية لمعالجة أبعادها المختلفة وجذورها، وتم تنظيم اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للمنظمة على مستوى وزاري في يوم 15 فبراير 2015، كما تم تنظيم اجتماع خاص بدولة الكويت في شهر مايو 2015 لتطوير استراتيجية فاعلة لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفومبيا
السيد الرئيس
إن عجز المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن عن حل النزاعات والأزمات السياسية والأمنية الخطيرة في المنطقة، ساهم في تفاقم المعاناة ومزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومع مرور الوقت تزداد هذه الأزمات تشابكاً وصعوبة وتعقيداً وترتفع معه التكاليف التي يتحمّلها المجتمع الدولي لحل هذه النزاعات والحد من تبعاتها وأثارها السلبية على السلم والأمن الدوليين
ولعل أبرز مثال على ذلك هو بقاء القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي – الإسرائيلي لعقود طويلة دون حل، فالجمود في العملية السلمية وتمادي السلطة القائمة على الاحتلال في ممارساتها وسياساتها الاستيطانية وحصارها لقطاع غزة واعتداءاتها المتكرّرة على الشعب الفلسطيني وممتلكاته في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون أية محاسبة أو إدانة لهذه الأعمال خلق حالة من اليأس وفقدان الأمل بالعدالة الدولية وقوّض من مصداقية المجتمع الدولي في وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، وتأتي الاعتداءات الأخيرة على حرمة المسجد الأقصى دون مراعاة لمشاعر الأمة الإسلامية حلقة في سلسلة من الإجراءات التعسفية والممنهجة لتهويد القدس الشريف وتغيير طبيعتها الديموغرافية
وفي هذا السياق، ندعو مجلس الأمن للاضطلاع بمسئولياته التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والعمل على تنفيذ قراراته الداعمة للحقوق السياسية للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية المحتلة وإيجاد حل منصف وعادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة
وشـكراً السـيد الرئيس
Copyright © 2017 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
(unofficial English translation)
Mr. President,
I am honored to deliver this statement on behalf of the Organization of Islamic Cooperation, in the State of Kuwait’s capacity, as chair of the current session of the Ministerial Council of the Organization. At the outset, it pleases me to extend my felicitations to Your Excellency on your successful and distinguished Presidency of the Security Council during this month, and on the concept paper prepared on the subject of this important session. We also would like to thank the delegation of Nigeria, a member state in the OIC, for presiding over the Council and the successful conduct of its work during the past month.
Mr. President,
The settlement of conflicts in the Middle East and North Africa, as well as addressing the threat of terrorism in the region, is the prime concern of the OIC and its members. These issues top the list of priorities in the meetings of the Organization, which held numerous such meetings to discuss them, and have adopted many resolutions and initiatives to deal with them in regular and extraordinary sessions. The Organization exerts efforts and endeavors to support those of the United Nations and its various bodies to find solutions to the conflicts that have spread across the region and threaten international peace and security.
The circumstances that the region is witnessing are exceptional and difficult. There are enormous unprecedented security and political risks and challenges. The violence and turmoil that erupted in more than one country during the past few years are still ongoing unabated, and have caused utter chaos and instability, producing dangerous fallouts and consequences that everyone is suffering from. Due to the instability and the continued circle of violence and fighting, many countries in the region have witnessed a remarkable decrease in various levels of economic and social growth, thus exacerbating the plight of the peoples of the affected countries. Currently there are millions of people who have become displaced, refugees and immigrants. For the first time, the international community is facing a humanitarian crises of such magnitude, wherein the number of people in the world in need of humanitarian assistance exceeds 60 million, the majority of them are from the Middle East and North Africa.
Mr. President,
These tragic circumstances witnessed by the region have provided fertile ground for terrorist and extremist groups who exploit these circumstances to disseminate their aberrant and destructive thoughts, and have used parts of the areas under their control and influence as a launching pad to commit the most horrible of crimes, such as killing, displacing and terrorizing the innocent and committing serious violations of the international humanitarian law and human rights law.
Some terrorist groups justify their heinous and extremist acts as being inspired by the teachings of the true Islamic Religion, while they are far away from the principals and the basic concepts of the tolerant Islamic Shariaa and is considered against all morals and principles and pillars of our Islamic teachings. The Islamic religion is a religion of love and peace that calls for tolerance, solidarity and moderation, and rejects fanaticism and extremism. Therefore, all the Islamic states condemn terrorism in all its forms and manifestations wherever they are committed, regardless of what its motives and justifications may be. The Organization also rejects linking the crimes committed by these groups with the Islamic religion. Terrorism has no religion and is not tied to any country, race or culture, and combating it cannot be through confrontation or conflict with a great religion, like the Islamic Religion, and feeding the feelings of hatred and incitement, and promoting erroneous conceptions about Islam, that contributed to the growth of the phenomenon of Islamophobia spread across the Western countries, from which, millions of members of the Islamic communities suffer.
In the framework of combating terrorism and extremism, the OIC has built partnerships with international and regional organizations, as well as with relevant governmental centers for combating terrorism and extremism, it convened numerous meetings, and took initiatives to highlight the values of moderation , justice, equality and paying the needed attention to study the phenomenon of terrorism and extremism and has devised practical plans to deal with the various dimension and roots of this phenomenon. Also, an emergency meeting of the Executive Committee of the Organization was organized at the ministerial level on 15 February 2015, another special meeting was held in the State of Kuwait on 15 May 2015 to develop an active strategy to counter terrorism, violent extremism and Islamophobia.
Mr. President,
The failure of the international community, represented by the Security Council, to resolve conflicts and grave political and security crises in the region, has contributed to the exacerbation of suffering, and further deterioration of the economic and social situation. As time passes, these crises became more intertwined, difficult and complicated, thus raising the costs incurred by the international community to resolve these crises and to limit the consequences and negative impact of these conflicts on international peace and security.
Perhaps, the most outstanding example of that failure is the Palestinian Question, the core of the Arab-Israeli conflict, which has remained without solution for many decades. The stalemate in the peace process, and the persistence of the occupying power, in its practices and settlement policies, its siege of the Gaza Strip, and its continued aggression on the Palestinian people and their property, in gross violation of international law and the resolutions of the United Nations, without any accountability or condemnation of such acts, has lead to the creation of a state of despair and hopelessness in international justice. It also undermined the credibility of the international community in standing by the Palestinian people, to obtain their legitimate rights. The latest aggression on the sanctity of Al-Aqsa Mosque, without any regard, to the feelings of the Islamic World, is merely one link of a chain of oppressive and systematic measures to judaize the city of Jerusalem and alter its demographic nature.
In this context, we call upon the Security Council to assume its responsibilities, as stipulated by the Charter of the United Nations, and work on implementing its resolutions in support of the rights of the Palestinian people, including their right to self-determination, the establishment of their independent state on their territory, with East Jerusalem as its capital, as well as full Israeli withdrawal from Palestinian and Arab territories occupied in 1967, including the Syrian Arab Golan, and the occupied Lebanese territories, and finding an equitable and just solution for the question of the Palestinian refugees, according to the resolutions of international legitimacy.
Thank you Mr. President.