Copyright © 2017 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
السيدة الرئيسة
يطيب لوفد بلادي في البداية أن يتقدّم لسعادتكم ، ولباقي أعضاء المكتب بصادق التهنئة على انتخابكم لرئاسة أعمال مؤتمر الأمم المتحدة التفاوضي حول التوصل الى صك ملزم قانونا لحظر الأسلحة النووية تمهيدا للقضاء التام عليها ، متمنين لكم التوفيق في إنجاح أعماله ، لما لكم من خبرة وعطاء في هذا المجال سيسهم بالإيجاب في قيادته
ويود وفد بلادي أن يعرب عن تأييده للبيان الذي ألقاه وفد سلطنة عمان الشقيقة بالإنابة عن المجموعة العربية
السيدة الرئيسة
تولي دولة الكويت أهمية قصوى لكافة القضايا والمسائل المتعلقة بنزع السلاح وعدم الانتشار ، وذلك لما لها من عواقب خطيرة وكارثية على الإنسانية ، مما يحتم على الجميع ضرورة تسخير الإمكانيات المادية والبشرية للتخلص منها والقضاء عليها ، اذ ان ترسيخ السلام والامن في العالم يستجوب تخليص الإنسانية من تلك الأسلحة الفتاكة
السيدة الرئيسة
ايدت دول الكويت جميع المراحل والخطوات التي أدت الى الوصول الى عقد هذه المفاوضات ، كما تؤكد مجددا على موقفها الثابت والراسخ إزاء ما يتعلق بقضايا نزع السلاح والأمن الدولي ، وذلك اتساقا مع سياستها الخارجية الهادفة الى ترسيخ السلام والامن والاستقرار في العالم
وفي هذا الصدد قامت دولة الكويت بالتوقيع والتصديق على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتصلة بنزع السلاح ، كمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ، واتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية (CWC) ، والاتفاقية الخاصة بحظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية البيولوجية والتكسينية السامة وتدميرها (BWC) ، بالإضافة الى معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) ، وكذلك اتفاقية التبليغ المبكر عن وقوع حادث نووي واتفاقية الضمانات الشاملة والبروتوكول الإضافي ، و اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر وعلى بروتوكولاتها الخمسة ، مؤكدين على أهمية تلك المعاهدات والاتفاقيات في العمل على الحد من مخاطر تلك الأسلحة
وادراكا من دولة الكويت بخطورة اثار الأسلحة النووية على البشرية جمعاء والمترتبة على وجودها ، فأننا نجدد تأكيدنا على الجهود الدولية الرامية للتصدي للأثار الإنسانية لتلك الأسلحة ، كما ستقوم بلدي بالوفاء بالتزاماتها القانونية المترتبة على انضمامها لتلك الاتفاقيات الدولية في مجال نزع السلاح ، ونود التأكيد على أهمية ان يكون تطوير برامج الطاقة الذرية السلمية بشكل مسؤول ، وضرورة الالتزام بكافة تدابير الضمانات الشاملة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بهدف ضمان انسب معايير السلامة والامن
السيدة الرئيسة
تنعقد هذه المفاوضات في ظل ظروف حرجة ودقيقة ، فنقاش اليوم لم يعد يقتصر على البحث عن أفضل الطرق لنزع السلاح النووي ، بل اصبح من الضروري الحديث حول مدى واقعية وإمكانية تحقيق ذلك الهدف من عدمه ، فالدول الحائزة على الأسلحة النووية تستمر في تأكيداتها على أن هذه الأسلحة هي لتحقيق الردع والأمن ، بينما تتطلع بقية الدول الى عالم خالٍ من الأسلحة النووية من خلال تنفيذ الالتزامات الصادرة عن مؤتمرات المراجعة السابقة
فالسبيل الوحيد لعدم انتشار الأسلحة النووية هو في التخلص التام منها قطعيا و نهائياً ، فهذه المفاوضات جاءت الدعوة اليها بسبب تباطء الدول الحائزة على السلاح النووي بالاضطلاع بمسؤولياتها ونزع سلاحها النووي ، وفي هذا الصدّد نشجع ونحث الدول النووية على مضاعفة جهودها وأن تعمل على خفض ترسانتها النووية تنفيذاً لالتزاماتها الدولية
السيدة الرئيسة
عندما نتحدث عن المبادرات الدولية ، فلا بد لنا أن نستذكر ما تواجهه منطقة الشرق الأوسط من تحدّيات وعراقيل تحول دون إقامة المنطقة الخالية من الأسلحة النووية فيها على الرغم من القرار الصادر عن مؤتمر المراجعة في العام 1995، والذي جاء ضمن صفقة التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم الانتشار ، والذي لا يزال ساري المفعول
كما كانت أحد أهم مخرجات مؤتمر المراجعة في العام 2010، خطة العمل التي وضعت خارطة الطريق من أجل عقد مؤتمر معني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط قبل نهاية العام 2012 ، فتلك الوثيقة التي اعتمدتها الدول الأطراف ، أكدت على أهمية انضمام اسرائيل الى المعاهدة وإخضاع كافة منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وأهمية الاضطلاع بعملية تؤدي الى تنفيذ قرار الشرق الأوسط لعام 1995 على نحو تام
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الدول العربية والمرونة الكبيرة التي أبدتها خلال الاعوام الماضية ، إلا أن تلك الجهود ، وبكل أسف ، لم يكتب لها النجاح بعد استمرار تأجيل انعقاد المؤتمر بقرارات أحادية ، ودون الرجوع للدول العربية ، وهو ما يمثل انتكاسة إضافية للجهود الدولية الرامية الى إقامة عالم خال من الأسلحة النووية
ختاما السيدة الرئيسة
تؤكد دولة الكويت على أهمية هذا المؤتمر ، الذي يعد الخطوة الأولى في مسار المفاوضات الأممية حول معاهدة شاملة غير تمييزية لحظر استخدام او حيازة او انتاج او تخزين الأسلحة النووية ، ويأمل وفد بلادي بأن تتسم المفاوضات بالشفافية والمرونة ، وأن تهدف الى التوصل للتوافق بما يحقق طموحات وتطلعات الدول نحو السلم والأمن الدوليين لنزع السلاح بالكامل ، مؤكدين على دعمنا ومساندتنا الكاملة لكم خلال هذا المؤتمر
و شكراً السيدة الرئيسة