شكراً السيد الرئيس
أود بدايةً ان أشكر السيد/ تاداميتشي ياماموتو، ممثل الامين العام الخاص ورئيس بعثة الامم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان، على الاحاطة التي قدمها لنا اليوم، وأنتهز هذه الفرصة لكي أؤكد مجدداً تقديرنا لكل ما تبذله بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان من أجل دعم الشعب الأفغاني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها
كما أعرب عن الشكر والامتنان للسيد فلاديمير فوزنكوف، والسيد يوري فيدادوف على إحاطتهما
لقد اطلعنا على تقرير الأمين العام الربع سنوي المعني " بالحالة في افغانستان وأثرها على السلم والامن"، وأخذنا علماً بما تضمنه التقرير من معلومات وتقييم واقعي لمجريات الأحداث في أفغانستان منذ التقرير الأخير. إن التقييم الحالي الذي يغطي أحداث الشهور الثلاث الماضية كان مزيجاً ما بين الأحداث الإيجابية والسلبية، وأود أن أتطرّق في كلمتي للمواضيع الرئيسية التالية
أولاً الوضع السياسي
ترحب دولة الكويت بإعلان هيئة الانتخابات المستقلة عن موعد انعقاد الانتخابات البرلمانية المقبلة بتاريخ 20 أكتوبر 2018. كما نشيد بالتقدّم المحرز في التحضير لتلك للانتخابات البرلمانية على الرغم من الحوادث الأمنية المؤسفة التي شهدتها بعض المحافظات منذ إعلان موعد الانتخابات، حيث بدأت عملية تسجيل الناخبين بتاريخ 14/4/2018، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل الناخبين منذ العام 2003
لقد لاحظ وفد بلادي أن عملية تسجيل الناخبين تأتي من ضمن حملة وطنية لتنظيم العمل الانتخابي في البلاد، حيث يتواكب مع هذا الإجراء توزيع البطاقات الوطنية الذكية، وتحديد مراكز الاقتراع والمدن التي سيتمكّن الناخب من الإدلاء بصوته في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى إعداد قوائم انتخابية وربطها بأماكن الاقتراع. إن هذه الجهود الكبيرة هي دلالة على وجود رغبة حقيقية لتحقيق شيء ملموس وإيجابي لأفغانستان، آملين أن تُسهم تلك التحضيرات في مشاركةٍ واسعة من مختلف فئات الشعب الأفغاني رجالاً ونساءً
إن المتابع للحالة في أفغانستان يـُدرك تماماً بأن هذا البلد يمر حالياً بمرحلة انتقالية دقيقة وحساسة، ونُحيي الشعب الأفغاني الصديق على مثابرته وتحمّله للصعاب والتحديات التي يواجهها، وكلنا أمل أن تسهم الاستعدادات للانتخابات المقبلة نحو المزيد من التحركات والمشاورات ما بين الأحزاب السياسية وحكماء البلد للتنسيق البرلماني وإيجاد تحالفات سياسية من شأنها أن تؤدي إلى خفض حدة التوتر ما بين الأحزاب المختلفة. إن تغليب المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية هو ما دعينا إليه في الجلسة الماضية ونشدد عليه في جلستنا اليوم. فلا شيء يعلو على مصلحة الوطن
ثانياً الوضع الأمني
نتابع بقلق عدم استقرار الوضع الأمني في أفغانستان، حيث تستمر الحكومة الأفغانية في مواجهة حركة طالبان، وما يُسمى بتنظيم داعش وغيرها من التنظيمات المعادية لها في معظم أرجاء البلاد، فالعمليات الانتحارية مستمرة في حصد أرواح الكثير من المواطنين الأبرياء العزّل، كما نعرب عن قلقنا من عدد الحوادث الأمنية التي وقعت في أفغانستان خلال الفترة من 15/2/2018 وحتى 15/5/2018 والتي بلغت 5,675 حادثاً امنياً
إن هذه الأرقام تؤكّد صعوبة المهمة الملقاة على عاتق الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي، لا سيما في ظل استمرار حركة طالبان وتنظيم داعش بشن هجماتهم الإرهابية واستهداف المدنيين الأبرياء من المواطنين والأجانب المتواجدين في أفغانستان
إننا ندرك ونعلم بأن تزايد أعمال العنف والتهديد ما هي إلاّ محاولات يائسة من عناصر لا تؤمن بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان، ولا حتى ترغب برؤية الاستقرار والأمان في هذا البلد، وتسعى تلك العناصر من خلال تلك الأعمال الإرهابية إلى تأجيل العملية الانتخابية في شهر أكتوبر المقبل. وكلنا أمل ان تستمر الجهود المبذولة من قبل السلطات الأفغانية في محاربة هذه العناصر حتى تتكلل العملية الانتخابية بالنجاح
ثالثاً: الوضع الانساني
على الرغم من انخفاض نسبة النازحين هذا العام الى 65 %، إلاّ أننا لا نزال قلقين من وجود 75 ألف نازح نتيجة للنزاعات المسلحة في العام 2018، كما أشار تقرير الأمين العام إلى استمرار تدفق النازحين الأفغان نتيجة لعوامل عديدة من بينها أعمال العنف، وكذلك لموسم الجفاف في العديد من المقاطعات، الأمر الذي حدا برحيل ما يقارب 500 ألف شخص لمنازلهم والبحث عن أماكن اخرى للسكن
لطالما أكدنا من هذا المجلس على أهمية دور التعليم في بناء الأمم، وكيف يمكن لأفغانستان الاستفادة من قطاع التعليم، لقد تابعنا بقلق بالغ فرقة العمل المعنية بالرصد والإبلاغ عندما تحققت من 11 حادثة اعتداء على المدارس والأفراد المرتبطين بها، وأن استمرار تهديدات حركة طالبان ضد المرافق التعليمية أدت إلى إغلاق المدارس على نطاق واسع في مقاطعتي قندوز (342 مدرسه) ولوغار (29 مدرسه). أن مثل هذه الأعمال الإرهابية والتهديدات التي تستهدف تدمير مستقبل البلد من خلال إدخال الخوف والرعب في الأطفال وإبعادهم عن المؤسسات التعليمية هي إحدى المعارك الرئيسية التي يجب مواجهتها والتغلّب عليها، فالأطفال هم مستقبل أفغانستان ولابد من توفير الحماية اللازمة لهم في مثل هذه الظروف
وفيما يتعلق بالجهود التي تبذلها حكومة أفغانستان في تعديل عدة قوانين تتعلق بمنع العنف ضد المرأة وغيرها من القوانين المماثلة، نؤكـّد هنا بأن تلك الجهود مقدرة وتستحق الثناء، وكلنا ثقة بمواصلة الحكومة الأفغانية لجهودها في هذا الإطار لما فيه مصلحة المجتمع الافغاني
وخـتــامــاً السيد الرئيس
لا نزال نؤمن بأن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان والمنطقة يأتي من خلال تسويه سياسية بملكية وقيادة أفغانية. وعليه، فإننا نحثّ جميع الأطراف على المشاركة البنّاءة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام، بهدف تعزيز مصالح ورفاه الشعب الأفغاني، فالخطوات التي تتخذها حكومة أفغانستان – سياسياً، واقتصادياً، وأمنياً – من أجل التواصل إقليمياً مع دول الجوار هو أمر مشجع للغاية ونحثهم على مواصلة تلك الجهود الهادفة، ونرحّب بتوقيع كل من باكستان وأفغانستان على اتفاق بشأن خطة العمل من أجل السلام والتضامن، ونتطلع إلى مزيد من التعاون ما بين دول المنطقة
إن تلك الجهود الدبلوماسية يجب أن يواكبها استثمار كبير وحقيقي في قطاع التربية والتعليم، فالاستثمار في منظومة التعليم دون التفريق ما بين الرجل والمرأة هو الاستثمار الحقيقي الذي سيساعد أفغانستان على النهوض مجدداً، وبناء مستقبل أفضل بسواعد أبناءها وبناتها المتعلمين
وشكراً السيد الرئيس
Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations