Copyright © 2017 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
,السيد الرئيس
يشرفني أن ألقي هذه الكلمة بالنيابة عن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأشكركم على الدعوة إلى عقد هذه المناقشة المفتوحة بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية
تكتسي جلسة اليوم أهمية خاصة لانعقادها في وقت تستمر فيه وتيرة الجرائم والإعدامات الميدانية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين بالتصاعد، دون رادع سياسي او قانوني او أخلاقي. حيث سقط منذ بداية شهر أكتوبر ما يزيد على 160 فلسطيني أكثر من ثلثهم من الأطفال والنساء وجرح ما يزيد على من 7 آلاف شخص بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى اعتقال آلاف الفلسطينيين في ظروف صعبة تتناقض وأبسط حقوق الإنسان وبشكل مخالف للقوانين والمواثيق الدولية
وتؤكد منظمة التعاون الإسلامي أنه لا يمكن النظر لهذه التطورات الراهنة والخطيرة بمعزل عن ما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في مدينة القدس من إجراءات وممارسات عنصرية تستهدف تغيير معالم المدينة الجغرافية والديموغرافية، وطمس هويتها العربية، ومكانتها الدينية والتاريخية، ومحاولاتها الرامية لعزلها عن محيطها الفلسطيني، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخصوصاً الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك. وتؤكد منظمة التعاون الإسلامي في هذا الصدد أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ومن شانها أن تغذي التطرف والعنف والعنصرية وتسهم في إشعال صراع ديني يعرض آفاق السلام والأمن الدوليين للخطر
إن جسامة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، والتي فاقت كل الحدود، تستوجب تحركاً دولياً مختلفاً. فلا يعقل أن تبقى إسرائيل، قوة الاحتلال، تتصرف كأنها دولة فوق القانون ترتكب انتهاكاتها وجرائمها دون أن تخشى رداً أو تتوقع عقوبة. وفي هذا الصدد، فإننا ندعو مجلسكم الموقر إلى أن يتحمل مسؤولياته تجاه تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المستمر وأنشطتها الاستيطانية غير القانونية وسياساتها التهويدية والعنصرية في مدينة القدس المحتلة، ووضع حد لاعتداءاتها المتكررة على المقدسات المسيحية والإسلامية، ووقف مسلسل القتل اليومي والدموي لأبناء الشعب الفلسطيني، باعتبار ذلك أولوية ملحة لحماية رؤية حل الدولتين
إننا نؤكد أن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب وجود إرادة سياسية لمجلس الأمن لتحقيق رؤية حل الدولتين من خلال تبني قرار يعزز الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن برنامج زمني محدد، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وذلك من أجل استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل الذي يمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف في تقرير المصير و تحقيق استقلال دولته الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967م وعاصمتها القدس الشريف
كما لا ينبغي على المجتمع الدولي أن يسمح للجهود السياسية التي بذلت على الصعيدين الدولي والإقليمي، على مدار أكثر من عشرين عاماً، أن تضيع هباءً وعبثاً بسبب غطرسة وتعنت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. وبالتالي فإننا نؤكد أهمية الدعوة لعقد مؤتمر دولي بمشاركة أطراف دولية فاعلة ومؤثرة من أجل العودة بالعملية السلمية إلى القواعد والمبادئ التي انطلقت على أساسها، وللدفع باتجاه تأطير الجهود الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق رؤية حل الدولتين
وفي الختام، أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد مجددا على دعم وتضامن منظمة التعاون الإسلامي مع الشعب الفلسطيني في سعيه لاستعادة حقوقه الوطنية الثابتة، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير وتحقيق استقلال دولته ذات السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق حل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية
.وشــــــــــكراً