السيد الرئيس
معالي الوزير نرحب برئاستكم وتنظيمكم لهذه الجلسة الهامة والتي تؤكد على أهمية بناء السلام والحفاظ على السلام وتترجم ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من مبادئ واهداف ومقاصد، كما لا يفوتني أن اشكر وفد بيرو على حسن الاعداد للورقة المفاهيمية بهذا الشأن والتي تعيد ترسيخ أهمية بناء السلام والحفاظ عليه من خلال النهوض بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة بكافة أجهزتها ووجوب تعزيزها لضمان فعاليتها وعلى وجه الخصوص عمليات حفظ السلام، بشكل أشمل ونحن اليوم نجتمع من أجل هذه الغايات النبيلة التي تترجم أهداف ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة
كما اغتنم هذه المناسبة لأشكر معالي الأمين العام السيد/ انتونيو غوتيريش، ومعالي/ دان نيكو ليسكو، وزير خارجية رومانيا بمناسبة ترأس بلاده لجنة بناء السلام، والسيد/ إسماعيل شرغا، مفوض الاتحاد الافريقي لشؤون السلم والأمن، على احاطتهم القيمة التي استمعنا اليها في مستهل اجتماعنا اليوم. كما لا يفوتني الترحيب بوزراء خارجية كل من مملكة السويد الصديقة، وكوت ديفوار، ونائب وزير خارجية مملكة هولندا الصديقة
عند الحديث عن بناء السلام والحفاظ على السلام، فان ذلك يمثل فرصة لإلقاء الضوء على أهمية دور لجنة بناء السلام في سبيل صنع السلام واستدامته، الجميع يدرك ان مهام مجلس الأمن هي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ولكن مجلس الأمن وفي كثير من الاحيان لا يتحرك إلا عندما يتفاقم التوتر، ويتحول إلى نزاع واحياناً إلى نزاع عنيف، يرقى إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين، أي في مرحلة متطورة جداً من النزاع وفي غالب الأحيان تكون طرق الحلول والمعالجة صعبة ومعقدة ومكلفة جداً وباهضه الثمن، بينما دور لجنة بناء السلام وفقاً للولاية المناطة بها بموجب القرار 1645 فهي مناطة بعدة آليات مثل المسح وتقديم التقارير عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدول محل البحث، ومرحلة الإنذار المبكر، والاستجابة السريعة، والمساعي الحميدة، والحلول الدبلوماسية، أي انها محفل يعني بالأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويرتبط ويتعاون مع مجلس الأمن فيما يتعلق بالأمور الأمنية السياسية ان جاز التعبير، ومن هذا المنطلق نؤمن بأهمية تعزيز دور هذه اللجنة للوصول إلى الأهداف المنشودة
ونؤمن ايمانا عميقاً بأن ثمة أدوات متاحة تحت تصرف مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته، على النحو المنصوص عليه في الفصول السادس والسابع والثامن من الميثاق في سبيل التصدي لتحديات السلم والأمن التقليدية والمتجددة التي تواجه عالمنا المعاصر، ولعل أبرزها الدبلوماسية الوقائية، فضلاً عن الدور الهام والأساسي الذي يمكن لمعالي الأمين العام ان يؤديه في عرض اية مسألة على مجلس الأمن، وذلك بموجب المادة 99 الواردة في الفصل الـ 15 من الميثاق
وفي خضم الجهود الكبيرة التي يبذلها الأمين العام في سبيل إصلاح ركيزة السلام والأمن في الأمانة العامة للأمم المتحدة والتي تعد خطوة هامة للغاية من أجل تعزيز فعاليتها، والتي تدعمها دولة الكويت، نتطلع وبترحاب لاعتماد القرارين التوأمين اللذان سيصدران من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بهذا الشأن، حتى نضمن مواصلة الجهود وتقييم التقدم المحرز من قبل الدول الأعضاء وللأمم المتحدة والأمين العام في سبيل بناء السلام والمحافظة على السلام، لجعل الأمم المتحدة أكثر شفافية وفعالية ومساءلة وقدرة على تنفيذ المهام والمسؤوليات التي تكلف بها
وفي الوقت الذي نؤمن بأهمية هذا الموضوع الذي يتصل بشكل وثيق مع حفظ السلم والأمن الدوليين، نعرب عن قناعتنا التامة بأهمية ان تقابل هذه الجهود ترجمة فعلية على ارض الواقع من قبل كافة الأطراف المعنية ببناء السلام والمحافظة عليه، وان لا يبقى موضوع بناء السلام والسلام المستدام اسير المواضيع المواضيعية، فالمتابعة المتواصلة لهذا الموضوع سيسهم بشكل فعال نحو تطبيقه والامتثال له
السيد الرئيس
ان دولة الكويت تدعم وتشجع جهود الوساطة والمساعي المبذولة لحل النزعات بالطرق والوسائل السلمية والمساعدة في بناء القدرات الوطنية والإقليمية بهدف تحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتعزيز حقوق الانسان وبالأخص في المناطق التي تشهد توتراً وتنذر بنشوب نزاع أو صراع
وفي هذا الصدد نود أن نجدد قناعة دولة الكويت الراسخة بأن التنمية وحقوق الانسان تتصلان بشكل وثيق بالأمن، وممكن من خلال تمتع الشعوب بكافة حقوقها الاجتماعية والمدنية والاقتصادية والسياسية، ان تتمكن من اقتلاع أهم أسباب نشوب النزاعات في مختلف أنحاء العالم. مؤكدين في هذا السياق على رؤية الأمين العام المتمثلة في "أهمية تعزيز الركائز الأساسية للأمم المتحدة وهي ضمان الأمن والسلم والتنمية وحقوق الانسان، والتي حتماً ستفضي إلى سلام مستدام" وهذا الأمر يتطلب بلا شك الاتساق الكامل في جهود الأجهزة المعنية وتنسيق استجابتها لكافة الازمات التي تهدد السلم والامن الدوليين
شكراً السيد الرئيس
Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations