Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
في البداية أود أتقدم بالشكر لوفد كازاخستان الدائم لدى الأمم المتحدة على تنظيمه لهذا الاجتماع وذلك بالتعاون مع تحالف الأمم المتحدة للحضارات حول "القادة الدينيين من أجل عالم آمن" والذي يعكس اهتمام المنظمين على تشجيع الحوار والتعاون بين الحضارات والأمم
أود التركيز في مداخلتنا اليوم على ثلاث مسائل رئيسية، أولاً: جهود تحالف الأمم المتحدة للحضارات، ثانياً: دور القادة الدينيين في تعزيز الأمن حول العالم من خلال نشر ثقافة السلام، ثالثاً: جهود دولة الكويت في نشر مفهوم الوسطية
أولاً: منذ إنشاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات سعت الأمم المتحدة من خلال هذا التحالف وأجهزته المعنية على تعزيز ثقافة الحوار بين الديانات والشعوب المختلفة لنشر السلام في العالم حيث تمثل ذلك لتنظيمه لأكثر من 30 حدثاً بمشاركة قادة دينيين منذ 2013، وفي هذا الصدد نشيد في الدور الحيوي الذي يلعبه تحالف الأمم المتحدة للحضارات بدعم جهود الأمم المتحدة في هذا المجال من أجل ترسيخ ثقافة التسامح والحوار، والتي بات العالم بأمس الحاجة لها نظراً لما نشهده من اضطرابات وتحديات في كثير من أنحاء العالم
ثانياً: وفيما يتعلق بدور القادة الدينيين في تعزيز ثقافة التسامح والاحترام من خلال الحوار بين الشعوب والحضارات فإننا نؤيد ما تضمنته الورقة المفاهيمية لهذا الاجتماع الهام والتي تؤكد على الدور المحوري الذي ممكن أن يلعبه القادة الدينيين في مواجهة ما تقوم به الجماعات الارهابية من أعمال عنف تحت غطاء ديني لا أساس له من الصحة والذي يساهم في زيادة حدة خطاب الكراهية والتعصب، وتكمن أهمية القادة الدينيين على الصعيد الوطني نظراً لما يتمتعون به من مكانة اجتماعية بارزة ومؤثرة في المجتمع، وأما على الصعيد الدولي فيتمثل دورهم في بناء جسور الحوار بين الشعوب والحضارات ونشر قيم التسامح والاحترام، وندعو هنا إلى إشراك عمل القادة الدينيين مع المؤسسات الحكومية والدولية والمجتمع المدني في مجالات الأمم المتحدة المتعددة ومنها على سبيل المثال (الأمن العالمي، السلام المستدام، منع نشوب النزاعات، مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف). كما ندعو إلى زيادة الاهتمام بفئة الشباب التي تكون عادة أكثر عرضة للإنجراف وراء الجماعات الارهابية
ثالثاً: وفي هذا الإطار أود أن أشير إلى أن دولة الكويت قد قامت بالعديد من الخطوات العملية الفعالة في مجال تعزيز حوار الحضارات، كان آخرها أنشاء مركز تعزيز الوسطية يتبع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت كمنهج يدعو إلى الاعتدال في الفكر والتسامح في التعامل، حيث أطلق المركز عدداً من البرامج تساهم في تعزيز الوسطية، منها مشروع " تحصين " لنشر وتعزيز قيم الوسطية ومواجهة التطرف، والاعتدال، فضلاً عن تعزيز روح المواطنة والانتماء للوطن
ختاماً يؤكد وفد بلادي على أن الاختلاف الحضاري والفكري والعرقي بين شعوب و دول العالم المبني على أسس الحوار و التعاون و التسامح مسؤولية الجميع، وهو مصدر قوة و إثراء، يتطلب منّا جميعاً تعزيز هذه المفاهيم لتحقيق تطلعات شعوبنا في العيش بعالم يسوده السلام والتسامح، في ظل احترام كامل لمبادئ حقوق الانسان و تغليب العدل والمساواة و تشجيع التعاون المشترك
وشكراً