شكراً السيد الرئيس
في البداية أود أن أعرب عن شكري للسيد فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وللسيدة ميشيل كونيكس، مديرة المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، والدكتورة جوانا كوك، على إحاطتهم القيمة بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على السلم والأمن الدوليين
أود التركيز في بياني على ثلاث مسائل رئيسية، اولا: التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، ثانياً: التكنولوجيا والجماعات الإرهابية، ثالثاً: التعاون الدولي المنشود
أولاً: التهديد الذي يشكله تنظيم داعش
على الرغم من تراجع الخطر الذي يشكله التنظيم في العراق و سوريا، إلا أنه لا يزال قادر علي تشكيل تهديد للسلم و الأمن الإقليمي والدولي بقوام يقدر بـ 20 ألف مقاتل، وذلك من خلال قدرته السريعة على التكيّف مع الظروف المحيطة به، وتحوله من كيان إقليمي إلى شبكة سرية يصعب تعقب أثرها ومصادر تمويلها، أن ظاهره العائدين والمتنقلين وأسرهم من المقاتلين الارهابيين الأجانب تشكل خطراً على بلدانهم أو البلدان الثالثة نظراً لما يملكونه من خبرات ميدانية، الامر الذي يتطلب منا جميعاً الأخذ بنهج جماعي شامل من خلال وضع تدابير احترازية لمواجهه هذه الظاهرة، بما فيها تبادل المعلومات حيالها. ونشيد هنا بالدعم الذي تقدمة الأمم المتحدة إلى الدول الأعضاء في مجال بناء القدرات لمكافحة الارهاب
ثانيا: التكنولوجيا و الجماعات الارهابية
ما زالت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل مصدر هام للجماعات الإرهابية لنشر أيديولوجياتها المتطرفة وهذا يستدعي منا تضافر الجهود الدولية للتعاون من أجل اتخاذ تدابير لمنع تلك الجماعات من استغلال التكنولوجيا والاتصالات والتصدي لها. وهنا نثمن مبادرات الأمم المتحدة في إطار تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا الصغيرة والحكومات من اجل الحد من قدرة الارهابيين على استخدام الانترنت في الاغراض الارهابية
ثالثاً: التعاون الدولي المنشود
تود دولة الكويت بأن تشدد على أهمية التعاون الدولي للتصدي للتهديد الذي يشكله المقاتليين الارهابيين، بما في ذلك في المجالات التالية: تبادل المعلومات، وأمن الحدود، وتحسين الوقاية، ومعالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الارهاب، ومنع التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، والحد من الدعم المالي المقدم للمقاتلين الارهابيين، ووضع وتنفيذ تقييمات للمخاطر المتعلقة بالمقاتليين الارهابيين، ويضاف إلى كل هذا الجهود المبذولة في مجالات الملاحقة القضائية، والتأهيل وإعادة الادماج وذلك بما يتسق مع القانون الدولي
كما نشجع على تعزيز التعاون الدولي فيما بين الدول والمنظمات الدولية – مثل الانتربول و مكتب المخدرات و الجريمة – لتبادل المعلومات و الخبرات وتنفيذ برامج مشتركة لمكافحة الإرهاب. ونود أن نشجع كذلك الدول الأعضاء على الاستفادة من البرامج ذات الصلة التي تقدمها الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وسائر المنظمات الدولية ذات الصلة
ونؤكد على وجوب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الأعمال الارهابية وانتهاكات حقوق الانسان، وفي سبيل ذلك ندعم عمل فريق التحقيق الذي أنشأه مجلس الأمن وفقاً للقرار 2379 لدعم الجهود الرامية إلى مساءلة تنظيم داعش عن الجرائم التي ارتكبها في العراق
وفي سياق جهود دولة الكويت على الصعيد الدولي لمكافحة تنظيم داعش باعتبارها أحد أعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش استضافت بتاريخ 13 فبراير 2018 إجتماعا وزارياً للتحالف الدولي ضد داعش بمشاركة 70 دولة و 4 منظمات دولية لوضع استراتيجيات و خطط لمواجهة الإرهاب والذي يعتبر الأول منذ هزيمة داعش في العراق
السيد الرئيس
دولة الكويت تدين الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومهما كانت دوافعه فهو عمل إجرامي لا يبرر ولا ينبغي ربطه بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية وإن مكافحة الارهاب تستدعي تعبئة جميع الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة الاجرامية باتخاذ تدابير لضمان احترام حقوق الانسان وسيادة القانون والحكم الرشيد والتعايش السلمي فيما بين الأديان واحترام رموزها ومقدساتها ومعالجة الظروف المؤدية لانتشار الارهاب وعدم التحريض على الكراهية ونبذ جميع مظاهر التطرف والعنف
Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations