أتقدم في البداية بالشكر للسيد بارفيه أونانغا، الممثل الخاص للأمين العام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وللسيد موسى نيبيه، الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وللجنرال تواديرو مايو قائد بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب العسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى، للإحاطات القيمة التي تقدما بها للمجلس، وستتركز مداخلتي اليوم على ثلاثة جوانب
أولاً: الأوضاع الأمنية
تتزامن أعمال جلسة اليوم مع أحداث أمنية سيئة تعيشها جمهورية أفريقيا الوسطى دخلت عامها الخامس، ومنذ شهر ابريل الماضي والوضع الأمني يتدهور بشكل متسارع يبعث على القلق، وذلك بسبب تصاعد أعمال العنف بين الجماعات المسلحة والأطراف المتنازعة، ونتيجة لعودة ظاهرة خطابات الكراهية والتحريض الديني والطائفي. ونود هنا أن نعبر عن بالغ القلق من الانتهاكات والاعتداءات المتكرره التي تقوم بها تلك الجماعات المسلحة المتطرفة ضد المسلمين ورموزهم الدينية، والتعرض لدور العبادة المقدسة وحرق المساجد، فنحن ندين بأشد العبارات جميع تلك الاعتداءات التي تستهدف الأشخاص لاختلاف ديانتهم، أو الأماكن المقدسة التي يقيمون بها شعائرهم، ونستنكر أعمال العنف والقتل الناتجة عن التطرف، وندعو السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لوقف تلك الأعمال ونشر التوعية بين مختلف طوائف الشعب للحد من ظاهرة خطابات الكراهية وتكريس مبدأ التعايش السلمي بين كافة الأطياف
السيد الرئيس
في سياق الوضع الأمني المتدهور يؤسفنا كثيراً ما آلت إليه الحالة الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى التي وصلت إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني، وحفظة السلام من منتسبي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، وسقوط عدداً من القتلى في صفوف البعثة، وخلفت أعداداً كبيرة من الجرحى، فتلك الهجمات أصبحت تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا، وتدعونا جميعاً للتركيز على الحالة الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى ودعم جهود الرئيس/ فوستين ارشانج تواديرا لإعادة فرض سيطرة القوات الحكومية على الأوضاع الأمنية
ندين بأشد العبارات تلك الهجمات المسلحة المتكررة وندعو إلى ضرورة وقفها، ونجدد دعمنا للبيانات المتكررة التي أصدرها أمين عام الأمم المتحدة، ولما وَرَدَ في البيانات الصحفية التي أصدرها مجلس الأمن بعد تلك الهجمات المسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية، بأن تلك الهجمات المسلحة ضد حفظة السلام قد تشكل جرائم حرب وانتهاك للقانون الإنساني الدولي. وندعو حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى التحقيق بسرعة في هذه الهجمات وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. ونجدد دعمنا للممثل الخاص للأمين العام لجمهورية أفريقيا الوسطى السيد/ بارفيه أونانغا - أنيانغا، وللبعثة، من أجل مساعدة سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى وشعب جمهورية أفريقيا الوسطى في جهودهم ﻹﺣﻼل اﻟﺴﻠﻢ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺪاﺋﻤﲔ
ثانياً: الحالة الإنسانية
من خلال متابعتنا للتقارير الصادره عن المنظمات الدولية فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى والمعلومات التي وردت في تقرير الأمين العام الأخير الصادر بتاريخ 18 يونيو، فإننا نأسف لكون الحالة الإنسانية لا زالت حرجة جداً، وان ما يقارب نصف سكان جمهورية أفريقيا الوسطى بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، أي أن جمهورية أفريقيا أصبحت تمثل أكثر دول العالم حاجةً للمساعدات الإنسانية، والمقلق بأن نصف شريحة المحتاجين لتلك المساعدات هم من فئة الأطفال. وبسبب تدهور الوضع الإنساني أصبح كل فرداً بين أربعة أشخاص من مواطني جمهورية أفريقيا الوسطى من فئة المشردين، وهو أمرٌ مقلق للغاية
ثالثاً وأخيراً: التعاون بين المنظمات ومكاتب الأمم المتحدة
رغم جهود التعاون الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وبعثة المينوسكا بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في وسط أفريقيا، والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، لدعم الاستقرار الأمني في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلاَ أننا نؤكد على أهمية زيادة المشاركة والانخراط بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للدفع قدماً بمبادرة الاتحاد الأفريقي للحوار السياسي والسلام والمصالحة الوطنية في جمهورية أفريقيا الوسطى لتحقيق نتائج ملموسة تنعكس آثارها على استقرار الأمن وخفض أعمال العنف في البلاد. وفي الختام أود التعبير مجدداً عن بالغ التقدير للممثل الخاص للأمين العام في جمهورية أفريقيا الوسطى السيد/ بارفيه أونانغا، ولموظفي بعثة تحقيق الاستقرار بجمهورية أفريقيا الوسطى للجهود التي يبذلونها في سبيل إعادة الاستقرار بأجواء محفوفة بالمخاطر، ونأمل بأن تكلل تلك الجهود بالنجاح ويتحقق الأمن والاستقرار لجمهورية أفريقيا الوسطى ومواطنيها
وشكراً السيد الرئيس
Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations