Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
بسم الله الرحمن الرحيم
يطيب لي في مستهل كلمتي أن أثمن عالياً ما تقوم به منظمة الأمم المتحدة من جهود مقدّرة لمساعدة حكومة وشعب العراق الشقيق في هذه المرحلة الحسّاسة والصعبة، خاصة بعد تحرير كافة الأراضي العراقية من قبضة ما يسمى بتنظيم داعش، وحرصها على العمل والتنسيق جنباً إلى جنب مع الحكومة العراقية عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 2367 (2017) من خلال بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي)، مجدداً دعم دولة الكويت للسيد/ يان كوبيش كرئيس لبعثة (اليونامي) وممثلاً للأمين العام في العراق، ولنائبة الممثل الخاص للأمين العام في العراق للشؤون السياسية السيدة/ أليس وِلبوول، مقدرين في الوقت نفسه الجهد الذي بذله سلفها السيد/ جورجي بوستن
وأجدد التهنئة للحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق على الانتصار التاريخي الذي حققه لتحرير أراضيه من ما يسمى بتنظيم داعش، مثمنين عالياً التضحيات التي قدّمها أبناء الشعب العراقي الشقيق، والذي جسّدَ أعلى معاني البطولة في الحرب ضد الإرهاب
كما يحدونا الأمل بأن تتكلل جهود الحكومة العراقية بالنجاح في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية بالتنسيق والتعاون مع الآلية الأممية التي أنشأها مجلس الامن تنفيذاً للقرار 2379 (2017) لتعزيز القدرات القضائية الوطنية العراقية ذات الصلة
وإدراكاً للأعباء والتحديات الجسام التي تواجه العراق الشقيق بعد دحره لما يسمى بتنظيم داعش، فقد بادَرَ سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بالدعوة إلى عقد "مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق" والذي التأمَ الأسبوع الماضي في الكويت برئاسة مشتركة بين كل من دولة الكويت وجمهورية العراق والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، من أجل الإسهام في مساندة العراق في ظل ما يمر به من ظروف راهنة حرجة ودقيقة
وقد نجح المؤتمر بجمع تعهدات بلغت ما يقارب الـ (30) الثلاثون مليار دولار أمريكي من الدول المشاركة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني على شكل قروض تنموية وتسهيلات ائتمانية واستثماراتية، والتي من شأنها تحسين الحياة المعيشية وتطوير البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية تهيئةً لبيئة آمنة في المناطق المحررة في العراق. وقد أعلنت دولة الكويت عن مساهمتها من خلال تخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومليار دولار للاستثمار في مشاريع استثمارية في العراق
كما سبق وأن خصّصت الكويت قبل عامين في 2016 مساعدات طوعية للعراق على المستويين الحكومي والشعبي فاقت (200) مائتي مليون دولار امريكي كمساهمة، إثر التداعيات الإنسانية لتوغل داعش في الأراضي العراقية
واستضافت الكويت كذلك في الأسبوع الماضي الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش لضمان استمرار تنسيق الجهود الدولية المشتركة في مجال مكافحة الارهاب ومتابعة الاستراتيجية التي رسمها التحالف لمحاربة هذا التنظيم الإجرامي
وفيما يخص الالتزامات الدولية والمسائل الإنسانية المتبقية والمتعلقة بالمفقودين من الرعايا الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها المحفوظات الوطنية، وفي إطار متابعتنا المستمرة لهذه الإلتزامات من خلال التقارير الدورية للأمين العام والإحاطات المستمرة للممثل الخاص للامين العام في العراق بموجب الفقرة رقم 4 من القرار 2107 (2013)، فإني أجدد الدعوة إلى بذل المزيد من الجهد وإتباع نهج جديدة ومبتكر في التعامل مع الالتزامات المستحقة تجاه الكويت لإحراز تقدم، نظراً لما تشكله من ثروة تاريخية وإرث هام للذاكرة الوطنية بالنسبة لدولة الكويت عملاً بالقرار 2107 (2013)، ولإنهاء معاناة ذوي الأسرى والمفقودين المستمرة منذ أكثر من (27) سبع وعشرين عاماً
وختاماً نأمل بأن يستمر التعاون والعمل بنفس الروح الاخوية مع جمهورية العراق الشقيق، رغبةً منا بإنهاء الالتزامات المتبقية في إطار اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها برئاسة مقدرة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووفقاً لقرارات مجلس الامن ذات الصلة من أجل تحقيق نتائج جوهرية وملموسة، مجدداً الثناء على الجهود والمساعي التي تبذلها بعثة اليونامي ونؤكد على تعاوننا الكامل مع البعثة لإنجاز ولايتها ومهامها على أكمل وجه