Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
شكرا السيد الرئيس
بداية، أود أن أجدد التهنئة للسيد مارتن غريفيث على تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمين العام إلى اليمن متمنيا له ولفريقة المساعد التوفيق والسداد، وأن أعرب عن تقديرنا وشكرنا للسيد غريفيث ولوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية السيد مارك لوكوك، على احاطتهما القيّمة والهامة حيال مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن
سأتناول في كلمتي ثلاثة عناصر أساسية وهي: التطورات السياسية والأمنية، والوضع الإنساني، والرسالة التي على مجلس الأمن توجيهها
أولاً – التطورات السياسية والأمنية
علي الصعيد السياسي، استمعنا للتو من السيد غريفث حيال نتائج اللقاءات التي اجراها منذ توليه مهامه كمبعوث خاص مع الأطراف اليمنية، وأود أن أؤكد له هنا عن دعمنا لجهوده ولجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تسوية النزاع في اليمن الشقيق بشكل سلمي
إن دولة الكويت تؤمن بأنه ليس هناك حل عسكري أو إنساني للأزمة في اليمن، إنما حل سياسي ويتعيّن أن يكون مبني على المرجعيات السياسية الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2216
ونرحب في هذا السياق بالبيان الصادر عن مكتب السيد غريفيث بتاريخ 19 مارس، الذي اشار فيه إلى عزمه لإعادة إحياء العملية السياسية بين الأطراف اليمنية استناداً علي المرجعيات الثلاث السالفة الذكر واستكمالاً لجولات المشاورات السابقة، بما في ذلك مشاورات الكويت في عام 2016، التي أوشك خلالها الطرفين التوقيع علي اتفاق شامل ينهي القتال الدائر بينهما ويحقن دم الشعب اليمني الشقيق
وعلي الصعيد الأمني، فإن استهداف مناطق مأهولة بالسكان في المملكة العربية السعودية، وبشكل مُتعمد، من قبل جماعة الحوثي بالصواريخ الباليستية، والتي وصل عددها 119، ما هو الا لدليل واضح على تحدي جماعة الحوثي لإرادة المجتمع الدولي وتجاهلها للمساعي الرامية للوصول إلى الحل السياسي المنشود لإنهاء معانه الشعب اليمني الشقيق
وتجدد دولة الكويت إدانتها وبأشد العبارات الهجمات الصاروخية الباليستية من قبل جماعة الحوثي علي المملكة العربية السعودية وتهديد دول الجوار، وكذلك لتهديدها سلامة الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، مما يشكل تهديد للسلم والأمن الإقليمي والدولي. ونؤيد المملكة العربية السعودية فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها وإستقرارها
ولقد كان لمجلس الأمن موقف واضح وصريح وموحد بإدانة مثل هذه الهجمات الصاروخية الباليستية على المملكة، وأصدر المجلس بياناً رئاسياً بتاريخ 15 مارس تضمن إدانة وبأشد العبارات لتلك الهجمات الصاروخية، كما أصدر بياناً صحفياً لاحقاً بتاريخ 28 مارس يدين وبأشد العبارات الهجمات الصاروخية التي استهدفت عدد من المدن في المملكة بما فيها العاصمة الرياض ويطالب بوقفها، إلا أن رد الحوثيين على تلك المواقف الواضحة من قبل مجلس الأمن كان بالإستمرار في إطلاق هذه الصواريخ، الأمر الذي يبيّن مجدداً عدم جديتهم وتمسكهم في خيار التصعيد العسكري والعنف بدلاً من خيار السلام والحوار، ونؤكد كذلك الحاجة إلى أهمية إلتزام جميع الدول الأعضاء بحظر توريد الأسلحة وفقاً للقرار 2216
ثانياً – الوضع الإنساني
نرحب بنتائج مؤتمر المانحين بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن الذي عقد في جنيف بتنظيم من قبل الأمم المتحدة، وسويسرا، والسويد، والذي تمخض عن حشد تعهدات مالية تقدر بــ 2 مليار دولار أمريكي. ولقد تعهدت دولة الكويت في ذلك المؤتمر بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية لليمن بقيمة 250 مليون دولار أمريكي، ونناشد بالإيفاء بالتعهدات لمن لم يقم بذلك بأقرب وقت نظراً للاحتياجات الملحة الإنسانية التي يشهدها اليمن الشقيق. ونثمن هنا تبرع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مشترك قارب المليار دولار أمريكي والتبرع السخي من المملكة المتحدة ودول أخرى، آملين بأن تساهم هذه التعهدات في تحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن خلال هذا العام
ثالثاً – الرسالة التي على مجلس الأمن توجيهها
أن مجلس الامن يجب ان يستمر في موقفه الموحد والحازم حيال الملف اليمني، وأن تكون رسالة المجلس واضحة للأطراف اليمنية، خاصة جماعة الحوثي، وعلى النحو التالي
لا يمكن الاستمرار في تجاهل قرارات مجلس الأمن، والقانون الدولي، والتعنت في الانخراط بالعملية السياسية. ومن غير المقبول تغليب المصالح الشخصية والطموحات السياسية على مصلحة شعب بأكمله.
من غير المقبول إطلاقاً مواصلة الهجمات الصاروخية الباليستية على دول الجوار وتهديد الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر الذي يمثل تهديداً خطيراً للسلم والامن الإقليمي والدولي
أن الحل الأمثل لإنهاء تلك الأوضاع في اليمن يستند على المرجعيات الثلاث المتفق عليها سالفة الذكر، والالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن وسيادته وإستقلاله وسلامة أراضيه ودعم الشرعية الدستورية ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وهو ما أكدت عليه القمة العربية الأخيرة في المملكة العربية السعودية قبل عدة أيام
إننا نحث الأطراف اليمنية على العمل مع المبعوث الخاص السيد مارتن غريفيث للتوصل إلى تسوية سلمية بدأً بإتخاذ تدابير بناء الثقة، وندعوهم إلى وضع نصب اعينهم دائماً مصلحة اليمن، هذا البلد العربي العظيم في تاريخه وثقافته وحضارته وشعبه
وشكراً