Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

وفد دولة الكويت الدائم لدى اﻷمم المتحدة

Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

شكراً، السيد الرئيس

أود أن أتقدم بجزيل الشكر للممثل الخاص للأمين العام لمالي، السيد / محمد صالح عناديف، وسعادة السفير أولوف سكووغ - بصفته رئيساً للجنة الجزاءات المنشأة بموجب بقرار مجلس الأمن رقم 2374 - على إحاطتهم القيمة حول آخر التطورات في جمهورية مالي، وأود أن أشيد بالجهود الذي يبذلها الممثل الخاص للحد من حده الاحتقان السياسية بين جميع الأطراف المعنية وتنفيذ اتفاق السلام والمصالحة، كما نرحب بحضور ومشاركة معالي السيد / تيمان هوبرت كوليبالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي

السيد الرئيس

أود التطرق الي ثلاث أمور خاصة بموضوع نقاشنا اليوم وهي: سياسية، أمنية وإنسانية

أولاً - الحالة الأمنية

إننا نتابع بقلق الاستخدام المتزايد للأجهزة المتفجرة الارتجالية من قبل الجماعات الإرهابية خلال العامين الماضيين، حيث بلغ عدد الحوادث المستخدم فيها تلك الأجهزة أكثر من 269 منذ بداية عام 2016 حتى اليوم، نتج عنها ما يقارب ال 230 قتيل و480 جريح، ونشيد في هذا الإطار بالتعاون القائم بين بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي والشركاء الدوليين الآخرين في مالي مع القوات الامن المالية لتدريب وبناء قدرات عناصر الامن المالية وتوفير الموارد العسكرية لقطاع الامن، وتقديم الدعم لآلية تنسيق العمليات، والمطلوب هنا الان هو سرعة تفعيل هذه الآلية لضمان دمج جميع المقاتلين في قطاع الأمن العام ووفق العدد المتفق عليه لأجل احتواء التهديدات الأمنية والسيطرة على المناطق الشمالية

وفي هذا السياق، نتقدم بخالص تعازي دولة الكويت لأسر ضحايا الهجمتين الإرهابيتين في مدينتي أقيلهوك وغاو في يومي 5 و6 أبريل الحالي، ولحكومتي النيجر وتشاد، ولبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، ويحزننا أن نرى استمرار تدهور الحالة الأمنية في مالي، ونشعر بالقلق إزاء زيادة عدد الضحايا المدنيين خلال الفترة المشمولة بالتقرير الأخير واستمرار الهجمات التي تستهدف قوات الأمن، وبالتحديد الخوذات الزرقاء منهم، الذين يعرضون حياتهم للخطر يومياً في سبيل ضمان أمن واستقرار مالي. ونجدد هنا دعمنا وتقديرنا لهم ولكافة أفراد حفظة السلام، فمهما قدمنا لهم الشكر والامتنان لن يكون ذلك كاف في حقهم

ثانياً -  الأوضاع السياسية

نرحب بخارطة الطريق التي تم توقيع جميع الأطراف المعنية مؤخرا عليها بتاريخ 22 مارس 2018، ونحثهم على الالتزام بالأطر الزمنية المحددة وفق الجدول المتفق عليه، ونجدد موقفنا هنا، بأن تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة يظل الخيار الأمثل لحل الأزمة المستمرة في مالي، ونشيد بدور فريق الوساطة الذي تقوده الجزائر وبدور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية المشاركة في الحد من التوترات السياسية والأمنية في مالي، كما ندعو حكومة مالي إلى الاضطلاع بدورها في بناء بيئة مواتية للتنفيذ الناجح للاتفاق من خلال تطبيق عدة أمور اساسية، بما في ذلك التعاون مع جميع الأطراف لضمان تطبيق برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، واستكمال إصلاح القطاع الأمني، واللامركزية، ونشدد هنا بأن عدم وجود سلطات حكومية في شمال البلاد سيعيق من تحقيق أي تقدم شامل

ونرحب بزيارة رئيس مجلس الوزراء سوميلو بوباي مايغا إلى مدينة كيدال في شمال البلاد بهدف سد الفجوة السياسية ما بين سكان مناطق مدن مالي الشمالية والحكومة المركزية، ولإعادة بناء الثقة بين الطرفين واستعادة الخدمات المدنية في المنطقة

ومن جانب أخر، أود أن أرحب بتعاون جميع الأطراف الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة مع الممثل الخاص للأمين العام استعداداً للانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة، ونشيد بالجهود المبذولة من قبل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي للتحضير لتلك الانتخابات، ونحث الحكومة على ضمان اجراء انتخابات سلسة وشفافة يشارك فيها كافة مكونات الشعب المالي الصديق، والعمل بالوقت نفسه على ضمان تطبيق جوانب الاتفاق الأخرى المتبقية وفقا لخارطة الطريق المتفق عليها

السيد الرئيس

ثالثاً - الأمور الإنسانية

نحث جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الأضرار الجانبية في العمليات العسكرية، ونرحب بالخطوات التي اتخذتها الحكومة المالية للتحقيق في مثل هذه القضايا، كما نجدد دعمنا للجنة التحقيق الدولية في مالي، والتي ستنظر في الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة للقوانين الدولية، بما في ذلك العنف الجنسي المتصل بالنزاعات، مرحبين بجهود الأمين العام ومساعيه الرامية إلى مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان

نرحب بقرار الحكومة المالية بتبني إعلان المدارس الآمنة، ونؤمن إيماناً كاملاً بأن تعليم الشباب يساهم في تعزيز أمن واستقرار أي بلد ما، وندعو الحكومة إلى تكثيف الجهود لإعادة فتح المدارس المغلقة في جميع أنحاء البلاد، كما نثني على كافة الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية بالتعاون مع الحكومة المركزية في توفير الاحتياجات الإنسانية لسكان المناطق الشمالية، ونحث جميع الأطراف على ضمان سلامة افراد الجهات العاملة في المجال الإنساني

ختاماً، تؤكد دولة الكويت بأنه لا غنى عن دور الأمم المتحدة في مالي والساحل في هذه المرحلة، ونتطلع إلى نتائج الاستعراض الاستراتيجي للبعثة استعداداً لتجديد الولاية في شهر يونيو القادم من أجل جعل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي أكثر كفاءة للعمل في البيئة الصعبة الراهنة، وأود أن أؤكد على استعدادنا للعمل مع جميع أعضاء مجلس الأمن خلال الفترة القادمة لضمان توفير الولاية اللازمة للبعثة بهدف تيسير تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة

وشكراً السيد الرئيس

Kuwait's Statement delivered by H.E. Ambassador Mansour Ayyad Al-Otaibi, Permanent Representative of the State of Kuwait to the United Nations at the United Nations Security Council Debate on “The Situation in Mali” - 11 April 2018