Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations
السيدة الرئيس
أتشرف بإلقاء هذا البيان باسم المجموعة العربية، ويطيب لي في البداية الإعراب عن خالص تقدير المجموعة العربية ودعمها المتواصل لقيادتكم المتمكنة لعملية المفاوضات الحكومية خلال الدورة الحالية، وحرصكم على دفع عملية المفاوضات قدماً نحو الاصلاح الشامل المنشود لمجلس الأمن، على نحو ما تؤكدون عليه في رسائلكم المتعاقبة وأخرها بتاريخ 17 مايو
السيدة الرئيس
منذ الدعوة لبدء الجولة الحالية من المفاوضات الحكومية قبل أربعة أشهر تقريباً، بدأنا جميعنا كدول أعضاء ومجاميع إقليمية مختلفة بطرح أفكارنا ومقترحاتنا ورؤانا حول مسألة إصلاح مجلس الأمن، وهي تقريباً مطابقة للمواقف السابقة على مدى الدورات المتعاقبة للمفاوضات الحكومية. وقد عكست النقاشات خلال الاجتماعات الاربع التي شهدتها الدورة الحالية وجود رغبة مشتركة بين مختلف الدول والمجموعات نحو دفع عملية المفاوضات قدما والوصول إلى مجلس أكثر تمثيلاً وديمقراطية ومساءلة ويكون فعّالاً في أداء مهامه ومسئولياته، لكي يتمتع بقدر أكبر من الشرعية. إلا ان تلك النقاشات عكست أيضاً الصعوبات التي تكتنف عملية المفاوضات نظراً للتباين بين المواقف في عدد من الجوانب الأساسية لعملية الاصلاح، وهو ما يؤكد الحاجة إلى حوار مستمر ومتواصل لتقريب وجهات النظر وإيجاد ارضية مشتركة بين مواقف مختلف الدول والمجموعات
لقد شهدت الدورات الماضية عدة تطورات، كان بعضها في صالح الحفاظ على تماسك العضوية العامة ، والبعض الآخر كان يُمهد لإحداث انقسام ، جميع الدول الأعضاء في غنى عنه ، كونه سيلامس مستقبل آلية عمل أحد أهم الأجهزة في المنظمة. وبالتالي تؤكد المجموعة العربية تمسكها بالتوصل إلى أوسع توافق سياسي حول أي خطوة تناقش عملية الإصلاح عملاً بمقرر الجمعية العامة 557/62 ، وفي هذا الصدد نرحب بما ورد في رسالتكم السيد الرئيس ، المؤرخة في 17 مايو ، من جهة تأكيدكم والتزامكم بما نص عليه المقرر حول الطبيعة الشاملة لمسألة إصلاح مجلس الأمن من خلال الترابط بين المسائل التفاوضية الرئيسية الخمس
السيدة الرئيس
بالنسبة للورقة التي تقدمتم بها بعنوان "عناصر الالتقاء" والتى تتناول مسألتي "حجم المجلس الموسع وأساليب العمل به" و"العلاقة بين مجلس الأمن والجمعية العامة"، فأود إحاطتكم بأن المجموعة العربية تدارست الورقة بالاهتمام اللازم، وتعرب عن تقديرها لمبادرتكم بطرح هذه الورقة والتي تعكس رؤيتكم كرئيس للمفاوضات لعناصر الالتقاء التي برزت خلال النقاشات في الدورة الحالية حول هاتين المسألتين، كما أننا نعتقد في المجموعة بأن عنوان "الالتقاء" هو أمر إيجابي ويدل على وجود رغبة حقيقية من قبلكم بضرورة العمل على تقريب وجهات النظر ، وإن كانت متباعدة في بعض القضايا الأخرى
إلا أنه من جانب آخر فتود المجموعة التأكيد على المبادئ الثابتة التي تحكم عملية المفاوضات الحكومية، ومن ذلك تمسك المجموعة بالمنهج الشامل لعملية الاصلاح القائم على صفقة شاملة تحافظ على الترابط بين كافة المسائل التفاوضية الخمس، وأن أي محاولات للاصلاح الجزئي تقتصر على أساليب العمل بالمجلس أو تعديل جزئي في عضويته لن تفضي للاصلاح الحقيقي المنشود، كما تؤكد المجموعة أن المواقف والمقترحات المقدمة من الدول والمجموعات يجب أن تظل أساس عملية المفاوضات الحكومية التي تملكها وتقودها الدول الأعضاء
لذا فإن ما نحاول إيصاله اليوم هو أن إحراز أي تقدم، يتطلب التأني والمرونة، وأن فرض أي خطوات لا تحظى بتوافق الدول الأعضاء، سيؤدي إلى الإضرار بتماسك العضوية العامة، وهو ما يدعو لمواصلة الحوار للوصول إلى خطوات توافقية تساهم في بناء أوسع قبول سياسي ممكن من أجل الإصلاح الشامل بما يجعل مجلس الأمن أكثر تمثيلا ويمقراطية وبما يعزز معايير المساءلة والشفافية والفعالية. وينبغي لهذه المبادئ أن تستمر في توجيه عملية المفاوضات
وبما أننا سنشهد قريباً بحث مشروع المقرر الخاص بمسألة إصلاح مجلس الأمن ، فإن المجموعة العربية تشير إلى موقفها المبدئي في هذا الشأن ، الداعي للحفاظ على الطابع الاجرائي للمقرر السنوي ، دون فرض مرجعيات من خارج المقرر 62/557
السيد الرئيس
إن المجموعة العربية تؤكد مجدداً على ضرورة إيجاد اتفاق أولاً بشأن المبادئ والقواعد التي تحكم عملية الإصلاح فيما يتعلق بالموضوعات الخمس التي حددها مقرر الجمعية العامة 62/557، وذلك بغرض تحقيق أكبر قدر من الوضوح والشفافية فيما يتعلق بالمسائل الإجرائية المرتبطة بعملية المفاوضات قبل الانتقال في مرحلة لاحقة إلى الجوانب الموضوعية
وختاماً تؤكد المجموعة العربية عزمها مواصلة المشاركة بفعالية وإيجابية خلال المفاوضات الحكومية، ودعم جهود رئيس المفاوضات، لصياغة تفاهم مشترك يوفر الأرضية اللازمة للتوصل إلى حل توافقي يؤدي إلى إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن
وشكراً السيدة الرئيس